المقدمة:
لقد نال مجال ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً بالغاً في السنوات الأخيرة، ويرجع هذا الاهتمام إلى الاقتناع المتزايد في مملكة البحرين بأن ذوي الاحتياجات الخاصة كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة وفي النمو بأقصى ما تمكنهم منه قدراتهم وطاقاتهم واعتبارهم كجزء من الثروة البشرية ، مما يحتم تنمية هذه الثروة والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن.
وقد أولت وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين رعاية خاصة لذوي الإعاقة البصرية والسمعية والحركية والتخلف العقلي البسيط، حيث قامت بدمج الطلبة المكفوفين منذ عام 1982م فتم إلحاق الطلبة المكفوفين بالتعليم الثانوي بعد أن يجتازوا المرحلتين الابتدائية والإعدادية في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، ونظراً لما حققته هذه التجربة من نجاح فقد تم التوسع في مشروع دمجهم في جميع المراحل الدراسية (الابتدائي والإعدادي والثانوي).
أما ذوي الإعاقة السمعية فقد تم دمج ضعاف السمع البسيط والمتوسط و بعض ممن تمت زراعة القوقعة الإلكترونية لهم بمدارس وزارة التربية والتعليم ويتلقون تعليمهم جنباً إلى جنب مع أقرانهم العاديين.
أما بالنسبة لذوي الإعاقة الحركية الذين يعانون من خلل ما في قدراتهم الحركية أو نشاطهم الحركي فهم يتلقون تعليمهم في مدارس وزارة التربية والتعليم مع الطلبة العاديين وذلك بتهيئة البيئة المدرسية والصفية بما تتناسب مع قدراتهم الحركية.
و في عام 2001/2002م قد قامت وزارة التربية والتعليم بتجربة رائدة وهي دمج الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية (التخلف العقلي البسيط) في فصول مستقلة في مدارسها ويتراوح عدد الطلاب فيها من 5 -10طلاب، حيث يتلقى الطلبة في الفصول المستقلة الدروس التعليمية الأساسية من قبل اختصاصيين في التربية الخاصة، ويتم دمجهم مع الطلبة العاديين في حصص التقانة والفن والتربية الرياضية والموسيقى والأنشطة اللاصفية.
وقد بلغ عدد المدارس حتى الآن أربعة وعشرون مدرسة
تقنيات التعليم:
لقد مر مفهوم تقنيات التعلم بعدة مراحل، حتى عصرنا إلى أن تتبلور هذا المفهوم وفق أسس ثابتة. ورغم ذلك نجد مجموعة من المعلمين والمتعلمين لازالوا يخلطون بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تقنيات التعلم.
وقد ركزت المدرسة الحديثة بشكل أساسي على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات التعلم تتصل بما حوله من مؤثرات تنقلها إلى العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات يستوعبها ويدركها ليستخدمها لمواجهة ما يقابله من مواقف حياتية جديدة كما رفعت المدرسة الحديثة من شأن المدرس بأن جعلت منه موجه ومشرفاً ينضم عملية التعليم والتعلم للطرق العلمية فعن طريق المشاهدة والعمل واستخدام جميع أدوات التعلم لدى الإنسان (الحواس) يكتشف الحقائق العلمية.
تطور مفهوم تقنيات التعليم:
يُقرن الكثير من المربين استخدام وسائل التعليم بالتقدم الصناعي والتكنولوجي الذي شهده العالم في هذا القرن أو ما سمي بالثورة الصناعية وتطوير وسائل الاتصال المختلفة. إلا أن في الواقع أن الإنسان يتعلم عن طريق المشاهدة أو ما نسميه بلغة العصور وسائل التعليم البصري منذ أن وطأة قدم الإنسان على سطح الكرة الأرضية، فقصة ابن آدم قابيل عندما قتل أخاه وقف حائراً أمام جثته لا يدري ماذا يفعل بها حتى أرسل الله له غراباً أراه ذلك ، الدليل على تعلم الإنسان عن طريق المشاهدة، وهكذا فإن الوسائل التعليمية كأسلوب تعليمي قديمة جداً رافقت حياة الإنسان منذ البداية ، إلا إنها كمفهوم علمي مرت بتسميات متعددة أهمها:
الوسائل البصرية:
وسميت بالوسائل البصرية لكونها يعتمد على حاسة البصر كمصدر أساسي للتعليم، والعين هي الإدارة الفعالة في هذا المجال، فالإنسان يشاهد ما حوله من حقائق فيتفحص هذه الأشياء فيدركها.
الوسائل السمعية البصرية:
تؤكد هذه التسمية على استخدام أكثر من حاسة من حواس الإنسان في العملية التعليمية كالبصر والسمع، أي مرافقة الكلمة المنطوقة لعملية المشاهدة للأشياء سواء كانت حقيقية أو بديلة، وقد زاد في تأكيد هذا الأسلوب ظهور السينما التي تعتمد على تقديم المعارف بواسطة الصور المتحركة وما يرافقها من مؤثرات صوتية.
تكنولوجيا التدريس:
وهي استخدام المدارس للطرق النظرية والعملية في إطار العملية التربوية للوصول إلى تعليم أكثر فعالية.
تكنولوجيا التربية والتعليم:
هي من المفاهيم الشائعة لدى الكثير من الناس وارتباط كلمة التكنولوجيا بالمبتكرات الحديثة الآلية والإلكترونية والكمبيوتر وإنها وليدة الثورة الصناعية وحلول الآلة محل الإنسان في كثير من الأعمال إلا أن هذا يختلف اختلافاً كبيراً بالنسبة للتربية حيث يبقى الإنسان سيد الموقف وعليه أن يسخر جميع هذه الأشياء في الوصول إلى نتائج أفضل في تحقيق أهدافه في مجالات التربية والتعليم.
وفيما سبق يمكن القول أن الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها في زيادة تقبل الطلاب للمادة الدراسية وهي كل ما يستخدمه المعلم من أدوات (وسائل) حسية تستخدم مع اللفظ أو بدونه في توصيل رسالة أو فكرة أو عناصر المادة الدراسية إلى الطلاب وتساعد على توصيل المعلومات إلى عقولهم بأسلوب منظم ومشوق وأسلوب يساعد على فاعلية التدريس وزيادة تقبل الطلاب للمادة الدراسية.
وفي الآونة الأخيرة تردد على أسماع المعلمين وغيرهم من العاملين في الأوساط التربوية مصطلح جديد يرتبط بالوسائل التعليمية وهو مصطلح (تكنولوجيا التعليم) أو (تقنيات التعليم)
تعريف تقنيات التعليم:
(هي عملية منهجية منظمة لسير التعلم الإنساني، تقوم على إدارة تفاعل بشري منظم مع مصادر التعليم المتنوعة من المواد التعليمية والأجهزة أو الآلات التعليمية، وذلك بتحقيق أهداف محدودة)
وإذا تفحصنا هذا التعريف يمكن نلاحظ ما يلي:
إنه مشتق من فهم خصائص التقنية لكونها عملية تفاعلية بين الإنسان والبيئة المحيطة به والإنسان المتفاعل في تقنيات التعليم هو المعلم أو المتعلم أو فني الوسائل التعليمية.
أما البيئة التعليمية بما تحتويه من المواد والآلات ويقصد بها مواد تعليمية مثل الكلمات المقروءة أو التسجيلات المسموعة....الخ
الأساليب التقنية لتعلم ذوي الإعاقة البصرية في مدارس وزارة التربية والتعليم: